صباح الوجودعلي حطام المدينة
.المدينة التي اصبحت بجدرانها رمادا تتهادي المياه علي ركابها
مدينتنا التي تحدث عنها جيل الستينات ومازالت هي نفس المدينة بخوفهاوقهرها
وجمالها المصطنع ورقتها البالية ورائحتها العفنة
واناسها الذين يراقبون الحقيقة من وراء حجب
وملابسها التي تكونت عليالجسد بحكم الوجود وليس بفعل الارادة
وأنوارها التي اقتبستها من شموعالاقبية في الحروب , ومن حرق المسارح
وظلمتها التي زرعتها في احشائنا
وحراكتها التي أخذت شكل السكون
، تدرك صمتها بعد غياب وعيك عن الجياة
، المدينة التي تخرج منها الي الصحراء لتسمع ضجيجها في عقلك
، المدينة التي تنفصل عنها بموتك فقط ،
الموت الذي صار صديقا لك بمجرد احساسك بالوجود
،المدينة التي جعلت قرارتك مجرد سلبية ،
المدينة التي كلما تسمع فيها عن مبدع يقولون لك مات
،اسمعت عن محمد جاد الرب فترد عليهم : لا
فيقولون لك : مات
.اين كان ؟ وكيف كان يحيا ؟ ولماذا لم اسمع عنه؟
واذا كان هرب من المدينة فلماذا لم يخبرونا عن اغترابه بوطنه ؟
وفجأة تسمع اساطيرا بعد موته ،
أنه قد سكن الغرفة المشهورة بالعجوزة للادباء الغرباء عن المدينة
والذين ينزحون من الريف والصعيد ومن بلادالطهر والبقاء المحبوب
، وانه مل البقاء في المدينة ورجع الي طينه
، ،ذهب للبقاء
.فهنيئا لنا بها ونأسف لها علي ما فعلته بنا
.تلك هي المدينة التي شبعت
.باسم شرف
من صانعي المدينة بمفرادتها السابقة
.7 -7- 2005 القاهرة
...............................................................
الصورة من فيلم سنترال للمخرج محمد حماد
صورة مرعبة جدا لانها تشبه الخوف