Friday, October 28, 2005

ليس انا كما يحلو للجميع

Thursday, October 13, 2005

صلاتي الباردة


صلاتي الباردة

صلاتي الباردة
تثير اشمئزاز عقيدتي .
تنهش فرائض وجودي .

حين طلبت الله مرة ،
أخذت تستعيد ذاكرة طفولتها
وشعورها الحي .

فلم تخرج من التواءات الحركة .

نامت .

كانت تلازمني ،

كانت واحدة مني ،
ثم تعلمت من أميتي الروحية
السكون ، والصمت الكاذب .

وصارت كيانا حقيقيا .

وتاهت ،

وصار البحث رفيقي .
وحين الوجود ..........
كانت مصلوبة
باردة .

وصرت غير حقيقي . أكتوبر 2005

Tuesday, October 04, 2005

رسالة ونوس


الجوع إلى الحوار
سعد الله ونوس
" كلفني المعهد الدولي للمسرح ، التابع لليونسكو ، بكتابة " رسالة يوم المسرح العالمي " لعام 1996 ، وقد كتبتُ هذه الرسالة التالية ، التي ترجمت إلى لغات العديد من بلدان العالم ، وقرئت على مسارحها " :

لو جرت العادة على أن يكون للاحتفال بيوم المسرح العالمي ، عنوانا وثيق الصلة بالحاجات ، التي يلبيها المسرح ، ولو على مستوى الرمزي ، لاخترت لاحتفالنا اليوم هذا العنوان " الجوع إلى الحوار " . حوار متعدد ، مركب ، وشامل . حوار بين الأفراد ، وحوار بين الجماعات . ومن البديهي أن هذا الحوار يقتضي تعميم الديمقراطية ، واحترام التعددية ، وكبح النزعة العدوانية عند الأفراد والأمم على السواء . وعندما أجس هذا الجوع ، وأدرك إلحاحه وضرورته ، فإني أتخيل دائماً ، أن هذا الحوار يبدأ من المسرح ، ثم يتموج متسعاً و متنامياً ، حتى يشمل العالم على اختلاف شعوبه ، وتنوع ثقافاته . وأنا أعتقد ، أن المسرح ، ورغم كل الثورات التكنولوجية ، سيظل ذلك المكان النموذجي ، الذي يتأمل فيه الإنسان شرطه التاريخي والوجودي معاً . وميزة المسرح التي تجعله مكاناً لا يُضاهى ، هي أن المتفرج يكسر فيه محارته ، كي يتأمل الشرط الإنساني في سياق جماعي يوقظ انتماءه إلى الجماعة ، ويعلّمه غنى الحوار وتعدد مستوياته . فهناك حوار يتم داخل العرض المسرحي ، وهناك حوار مضمرٌ بين العرض والمتفرج . وهناك حوار ثالث بين المتفرجين أنفسهم .. وفي مستوى أبعد ، هناك حوار بين الاحتفال المسرحي " عرضاً وجمهوراً " وبين المدينة التي يتم فيها هذا الاحتفال . وفي كل مستوى من مستويات الحوار هذه ، ننعتق من كآبة وحدتنا ، ونزداد ‘إحساساً ووعياً بجماعيتنا . ومن هنا ، فإن المسرح ليس تجلياً من تجليات المجتمع المدني فحسب ، بل هو شرط من شروط قيام هذا المجتمع ، وضرورة من ضرورات نموه وازدهاره . ولكن عن أي مسرح أتكلم ! هل احلم ، أم هل أستثير الحنين إلى الفترات التي كان المسرح فيها بالفعل حدثاً يفجر في المدينة الحوار والمتعة ! لا يجوز أن نخادع أنفسنا ، فالمسرح يتقهقر . وكيفما تطلعتُ ، فإني أرى كيف تضيق المدن بمسارحها ، وتجبرها على التقوقع في هوامش مهملة ومعتمة ، بينما تتوالد وتتكاثر في فضاءات هذه المدن الأضواء ، والشاشات الملونة ، والتفاهات المعلبة . لا أعرف فترة عانى فيها المسرح مثل هذا العوز المادي والمعنوي . فالمخصصات التي كانت تغذيه تضمر سنة بعد سنة ، والرعاية التي كان يحاط بها ، تحولت إلى إهمال شبيه بالازدراء ، غالباً ما يتستر وراء خطاب تشجيعي ومنافق . وما دمنا لا نريد أن نخادع أنفسنا ، فعلينا الاعتراف ، بأن المسرح في عالمنا الراهن بعيد عن أن يكون ذلك الاحتفال المدني ، الذي يهبنا فسحة للتأمل ، والحوار ، ووعي انتمائنا الإنساني العميق . وأزمة المسرح ، رغم خصوصيتها ، هي جزء من أزمة تشمل الثقافة بعامة . ولا أظن أننا نحتاج إلى البرهنة على أزمة الثقافة ، وما تعانيه هي الأخرى من حصار وتهميش شبه منهجيين . وإنها لمفارقة غريبة أن يتم ذلك كله ، في الوقت الذي توفرت فيه ثروات حولت العالم إلى قرية واحدة ، وجعلت العولمة واقعاً يتبلور ، ويتأكد يوماً بعد يوم . ومع هذه التحولات ، وتراكم تلك الثروات ، كان يأمل المرء ، أن تتحقق تلك اليوتوبيا ، التي طالما حلم بها الإنسان . يوتوبيا أن نحيا في عالم واحد متضافر . تتقاسم شعوبه خيرات الأرض دون غبن ، وتزدهر فيه إنسانية الإنسان دون حيفٍ أو عدوان . ولكن .. يا للخيبة! فإن العولمة التي تتبلور وتتأكد في نهاية قرننا العشرين ، تكاد تكون النقيض الجذري لتلك اليوتوبيا ، التي بشر بها الفلاسفة ، وغذت رؤى الإنسان عبر القرون . فهي تزيد الغبن في الثروات وتعمق الهوة بين الدول الفاحشة الغنى ، والشعوب الفقيرة والجائعة . كما أنها تدمر دون رحمة ، كل أشكال التلاحم داخل الجماعات ، وتمزقها إلى أفراد تضنيهم الوحدة والكآبة . ولأنه لا يوجد أي تصور عن المستقبل ، ولأن البشر وربما لأول مرة في العالم ، لم يعودوا يجرؤن على الحلم فإن الشرط الإنساني في نهايات هذا القرن يبدو قاتماً ومحبطاً . وقد نفهم بشكل أفضل مغزى تهميش الثقافة ، حيث ندرك أنه في الوقت الذي غدت فيه شروط الثورة معقدة وصعبة ، فإن الثقافة هي التي تشكل اليوم الجبهة الرئيسية لمواجهة هذه العولمة الأنانية ، والخالية من أي بعدٍ إنساني . فالثقافة هي التي يمكن أن تبلور المواقف النقدية ، التي تعري ما يحدث وتكشف آلياته . وهي التي يمكن أن تعين الإنسان على استعادة إنسانيته ، وأن تقترح له الأفكار والمثل ، التي تجعله أكثر حرية ووعياً وجمالاً . وفي هذا الإطار ، فإن للمسرح دوراً جوهرياً في إنجاز هذه المهام النقدية والإبداعية ، التي تتصدى لها الثقافة . فالمسرح هو الذي سيدرّبنا ، عبر المشاركة والأمثولة ، على رأب الصدوع والتمزقات التي أصابت جسد الجماعة . وهو الذي سيحيي الحوار الذي نفتقده جميعاً . وأنا أؤمن أن بدء الحوار الجاد والشامل ، هو خطوة البداية لمواجهة الوضع المحبط الذي يحاصر عالمنا في نهاية هذا القرن .
* * *
إننا محكومون بالأمل . وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ . منذ أربعة أعوام وأنا أقاوم السرطان . وكانت الكتابة ، وللمسرح بالذات ، أهم وسائل مقاومتي . خلال السنوات الأربع ، كتبت وبصورة محمومة أعمالاً مسرحية عديدة . ولكن ذات يوم ، سئلت وبما يشبه اللوم : ولمَ هذا الإصرار على كتابة المسرحيات ، في الوقت الذي ينحسر المسرح ، ويكاد يختفي من حياتنا ! باغتني السؤال ، وباغتني أكثر شعوري الحاد بأن السؤال استفزني ، بل وأغضبني . طبعاً من الصعب أن أشرح للسائل عمق الصداقة المديدة ، التي تربطني بالمسرح ، وأنا أوضح له ، أن التخلي عن الكتابة للمسرح ، وأنا على تخوم العمر ، هو جحود وخيانة لا تحتملها روحي ، وقد يعجلان برحيلي . وكان عليّ لو أردت الإجابة أن أضيف ، " إني مصرّ على الكتابة للمسرح ، لأني أريد أن أدافع عنه ، وأقدّم جهدي كي يستمر هذا الفن الضروري حياً " . وأخشى أنني أكرر نفسي ، لو استدركت هنا وقلت :" إن المسرح في الواقع هو أكثر مكن فن ، إنه ظاهرة حضارية مركّبة سيزداد العالم وحشة وقبحاً وفقراً ، لو أضاعها وافتقر إليها " . ومهما بدا الحصار شديداً ، والواقع محبطاً ، فإني متيقن أن تظافر الإرادات الطيبة ، وعلى مستوى العالم ، سيحمي الثقافة ، ويعيد للمسرح ألقه ومكانته .
إننا محكومون بالأمل . وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ

مقال عن عرض بنشوف

"بنشوف".. صور من حياتنا



مجموعة صور تكون لنا الألبوم..مجموعة ألبومات تكون لنا ذكريات شخص ما..مجموعة ذكريات تكون لنا مواقف، أو بالأصح صورا حياتية لشخص معين، ومن خلال هذا كله يتكون لنا العرض المسرحي (بنشوف)..
إذا كان العرض المسرحي يحمل عنوان (بنشوف)، وفكرته تعتمد على طرح صور يومية يشاهدها الجمهور باستمرار على خشبة مسرح الحياة..لذا فلنا أن نتخيل أنفسنا مقدمين على عرض مسرحي يحتوي على المتعة البصرية إلى حد كبير من ديكور وإكسسوار وملابس.. إلخ.. استنادا إلى أن فكرة العرض تعتمد على خطف أبصار المشاهدين لكي (يشوفوا) الصورة بمنتهى الدقة والتركيز..
ورغم هذه الفكرة المسبقة إلا أنك تفاجأ بمسرحية يتم عرضها في قاعة صغيرة للغاية في مكتبة مبارك العامة دون وجود للديكور، أو للإكسسوار، أو للإضاءة..باختصار أنت أمام عرض يعتمد على عنصرين فقط لا غير: (1) النص المسرحي. (2) الممثلين.
وبالتالي فهذا العرض يحتوي على مقادير –واسمحوا لي بالتعبير– "تغري أي شخص" لكي يصعد إلى سطح منزله لتمثيل هذا العرض مع أصدقائه..
هنشوف إيه؟!
تخيل نفسك تقف في الشارع، وترى كل ما يمر بك، ثم تسجل كل ذلك بأسلوب بديع رشيق، وتحول ما قمت بتسجيله إلى عرض مسرحي..أعتقد أن هذا هو بالضبط ما قام به مؤلف ومخرج العرض "باسم شرف" معتمدا على جعلك تقف أمام مرآة نفسك وترى حقيقتك دون مجاملة أو إكسسوار، فترى نفسك وأنت تأخذ زجاجة المياه الغازية دون التفكير فعليا في مقاطعة المنتجات التي تضر ببلدك، ثم ترى كيف تكون تعبيرات وجهك وأنت تشاهد أغنية إباحية، وتستشعر مدى ضآلتك وأنت تتابع برامج التليفزيون التافهة، ترى نفسك كشاب يجلس على المقهى ومعظم أحاديثكم تدور حول مواضيع تافهة.
ومن خلال (رؤيتك) لهذه المواقف التي مرت بك بشكل أو بآخر، فإنك تضحك كثيرا على نفسك، وعلى ما آل إليه حال جيلك من الشباب، وفي نفس الوقت تعلم جيدا أن ما تضحك عليه يمثل (هم يضحك)، ولا تعلم ما إذا كانت حياتك أسوأ مما هو معروض على خشبة المسرح أم هي أسوأ شيء في الوجود؟؟..والسؤال الأخير يمثل رنة تشاؤم واضحة لا نستشعرها داخل حياتنا فقط وإنما داخل العرض أيضا بصورة أو بأخرى، وربما كان المشهد الأخير المتمثل في قيام أحد الممثلين يحتد على كل من في القاعة بدءا من المؤلف حتى الجمهور لأن الكل يكتفي (بالفرجة والتحليل) دون أن يفعل شيئا لكي نصلح أحوالنا أو ننقذ ما بقي داخلنا من إنسانية أصبحت مفتقدة داخل عالمنا الكئيب..
جمل مسرحية عمرك ما هتنساها
العديد من الجمل الضاحكة، وربما الباكية على ما وصلنا إليه.. لكننا في كل الأحوال لم ننسَ هذه الجمل بعد انتهاء العرض، وها أنا أذكر بعضا منها:
(1)- كوكاكولا الراعي الرسمي لمسابقة miss egypt لهذا العام، كوكاكولا تتمنى لكم صوما مقبولا ، وإفطارا شهيا.
(2)- صوت الراديو: مات الشيخ "أحمد ياسين" قائد حركة حماس اليوم. - رجل: أنا عايز أعلق على الحدث ده، لأني حزين جدا لأن الأهلي انسحب وأنا شايف إن دي مشكلة كبيرة.
(3)- يعني إيه بنت حلوة؟يعني تأثرك بمقتل 3 فلسطينيين وخمسة عراقيين أسفل الشاشة، وهي عارضة أغنية بورنو.
(4)- شهداء مسرح قصر ثقافة بني سويف ماتوا بالحياة.. ماتوا وأحلامهم متعلقة.
(5)- الأول: أنا هتصل بـ(09999999) وهاكسب فلوس كتيرة. - الثاني: أنا لما أكبر هاصلي وألتزم. - الثالث: هاحب بلدي لما تديني شغل.
طاقم العمل
في البداية يجب أن أذكر أن عرض (بنشوف) هو نتاج ورشة للشباب بقيادة المخرج والمؤلف "باسم شرف"، وأقيمت في مكتبة مبارك العامة بالجيزة، واستغرقت 10 أيام..لكن رغم تلك المدة القصيرة والإمكانيات المحدودة، إلا أننا استشعرنا جهداً هائلاً من جميع الممثلين وإن كنت أخص بالذكر "جهاد محمد" نظرا لحضورها الطاغي على خشبة المسرح..
كانت حركة الممثلين بسيطة كفكرة العرض تماما، وأدت المطلوب منها مثلها مثل الموسيقى، وإن كنت أتمنى أن يتم تفعيل دور الموسيقى لشغل مساحة أكبر مما هي عليه حاليا..
في النهاية أقول بصدق إن العرض أبهرني، ولعل أكبر سبب لنجاح هذا العرض هو النص البسيط والمتميز، وهو ما ينبهنا إلى أن قوة أي عمل فني ينبع من الفكرة، فالورق، ثم توظيف وسائل العمل الفني (ديكور / إضاءة.. إلخ) للمساعدة على طرح هذه الفكرة في أكمل صورة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى عرض ناجح ومتميز.
محمد عادل عبد العظيم



أرسل هذا الموضوع لصديق
نسخة سهلة الطبع




بيان الخصوصية
بص و طل دوت كوم , علامة مسجلة للشركة الدولية لتكنولوجيا المعلومات. © جميع الحقوق محفوظة 2004

صباح الوجود


صباح الوجود
علي
حطام المدينة.


المدينة التي اصبحت بجدرانها رمادا تتهادي المياه علي ركابها
مدينتنا التي تحدث عنها جيل الستينات ومازالت هي نفس المدينة بخوفها

وقهرها وجمالها المصطنع ورقتها البالية ورائحتها العفنة

واناسها الذين يراقبون الحقيقة من وراء حجب وملابسها التي تكونت علي

الجسد بحكم الوجود وليس بفعل الارادة وأنوارها التي اقتبستها من شموع

الاقبية في الحروب , ومن حرق المسارح وظلمتها التي زرعتها في احشائنا وحراكتها التي أخذت

شكل السكون ، تدرك صمتها بعد غياب وعيك عن الجياة ، المدينة التي

تخرج منها الي الصحراء لتسمع ضجيجها في عقلك ، المدينة التي تنفصل

عنها بموتك فقط ، الموت الذي صار صديقا لك بمجرد احساسك بالوجود ،

المدينةالتي جعلت قرارتك مجرد سلبية ، المدينةالتي كلما تسمع فيها عن

مبدع يقولون لك مات ،

اسمعت عن محمد جاد الرب

فترد عليهم : لا

فيقولون لك : مات .


اين كان ؟ وكيف كان يحيا ؟ ولماذا لم اسمع عنه؟ واذا كان هرب من

المدينة فلماذا لم يخبرونا عن اغترابه بوطنه ؟

وفجأة تسمع اساطيرا بعد موته ، أنه قد سكن الغرفة المشهورة بالعجوزة

للادباء الغرباء عن المدينة والذين ينزحون من الريف والصعيد ومن بلاد

الطهر والبقاء المحبوب ، وانه مل البقاء في المدينة ورجع الي طينه ، ولم

يكن الاول ولا الاخير من طينة المبدعين الذين جاءوا الي المدينة ليذهبوا ،

ذهبوا للبقاء .





فهنيئا لنا بها ونأسف لها علي ما فعلته بنا .



تلك هي المدينة التي شبعت .




باسم شرف
من صانعي المدينة بمفرادتها السابقة .

7 -7- 2005 القاهرة