Tuesday, October 04, 2005

صباح الوجود


صباح الوجود
علي
حطام المدينة.


المدينة التي اصبحت بجدرانها رمادا تتهادي المياه علي ركابها
مدينتنا التي تحدث عنها جيل الستينات ومازالت هي نفس المدينة بخوفها

وقهرها وجمالها المصطنع ورقتها البالية ورائحتها العفنة

واناسها الذين يراقبون الحقيقة من وراء حجب وملابسها التي تكونت علي

الجسد بحكم الوجود وليس بفعل الارادة وأنوارها التي اقتبستها من شموع

الاقبية في الحروب , ومن حرق المسارح وظلمتها التي زرعتها في احشائنا وحراكتها التي أخذت

شكل السكون ، تدرك صمتها بعد غياب وعيك عن الجياة ، المدينة التي

تخرج منها الي الصحراء لتسمع ضجيجها في عقلك ، المدينة التي تنفصل

عنها بموتك فقط ، الموت الذي صار صديقا لك بمجرد احساسك بالوجود ،

المدينةالتي جعلت قرارتك مجرد سلبية ، المدينةالتي كلما تسمع فيها عن

مبدع يقولون لك مات ،

اسمعت عن محمد جاد الرب

فترد عليهم : لا

فيقولون لك : مات .


اين كان ؟ وكيف كان يحيا ؟ ولماذا لم اسمع عنه؟ واذا كان هرب من

المدينة فلماذا لم يخبرونا عن اغترابه بوطنه ؟

وفجأة تسمع اساطيرا بعد موته ، أنه قد سكن الغرفة المشهورة بالعجوزة

للادباء الغرباء عن المدينة والذين ينزحون من الريف والصعيد ومن بلاد

الطهر والبقاء المحبوب ، وانه مل البقاء في المدينة ورجع الي طينه ، ولم

يكن الاول ولا الاخير من طينة المبدعين الذين جاءوا الي المدينة ليذهبوا ،

ذهبوا للبقاء .





فهنيئا لنا بها ونأسف لها علي ما فعلته بنا .



تلك هي المدينة التي شبعت .




باسم شرف
من صانعي المدينة بمفرادتها السابقة .

7 -7- 2005 القاهرة

1 Comments:

At 11/25/2007 12:08 PM, Anonymous Anonymous said...

جميل هذا الموضوع
وأنا واحد من مطاريد تلك المدينة
الغرباء الذين ينبهرون بزيفها
وسرعان ما يحنون ليوم عودتهم إلى طينهم

شكرا أستاذ باسم

 

Post a Comment

<< Home