حفلة توقيع الكاتب سعيد نوح يوم الاربعاء
ويشارك فى مناقشة الرواية الناقد والروائى سيد الوكيل والناقد والشاعر شعبان يوسف، والناقد الدكتور محمود الضبع والناقد الدكتور محمد عمر، والروائى جمال مقار، وتدير الندوة الروائية أمينة زيدان.
وتقع الرواية فى 260 صفحة من القطع المتوسط، وتتضمن سبعة فصول، يتناول فيها نوح المعتنى بالتفاصيل الصغيرة لعالم اليومية الإخوة المسيحيين المصريين.
وتدور أحداث الرواية حول أحد الأديرة فى جنوب مصر من خلال تتبع مصير "جرجس" الصغير ذى السنوات الإحدى عشرة والفاقد للبصر والذى يذهب مع أبيه ذات يوم لزيارة الدير للوفاء بنذر كان الأب قد نذره يوماً، ويستمع الصغير جرجس للمرة الأولى لأغنية "الأم الحنون" من الشمامسة والرهبان، وقع فى قلب الصغير نداء غريب، وتمنى الانضمام إلى الدير، وتحدث مجموعة من الصدف لتتحقق الأمنية ويصبح جرجس شماسًا صغيرًا فى عهدة أب الدير، الأب بشاى الذى حلم به ذات يوم بعيد قبل حضوره إلى الدير بتربيته لشماس ضرير.
وتبدأ الرواية فى تتبع مصير جرجس الذى يصبح شماسًا أول للدير، وكيف تظهر البركة فى يديه، فيفيض الخير، ويحبه الناس والرهبان حتى يظهر الراهب "متى" والذى يحقد على مكانة ذلك الأعمى داخل الدير، ويجده حجر عثرة فى طريقه، ومن هنا يبدأ فى عمل مؤامرات صغيرة للإيقاع به، وتتوتر العلاقة بين كل من فى الدير وبين "متى"، بسبب ذلك الأعمى الذى يحبه الشعب نظرًا لأنّه فاقد لشىء كبير كما يقول "متى" ذاته، وبعد تلك المؤامرات الصغيرة التى قام بها "متى" يتم إبعاده بأمر الأب بشاى عن تلقى الاعترافات ثم يرسله إلى الجبل ليتطهر، وفى الجبل يغير "متى" طريقة علاقته بجرجس ويبدأ فى التودد إليه، والمشاركة فى تزويجه لتريزا تلك البنت المصابة بفوبيا الخوف، ويتزوج جرجس بالفعل من تريزا بسبب مساعدة خبيثة من "متى"، ويرزق جرجس بطفل سماه "مينا".
وعندما يتم تعميده لا يبكى ويعلن الأب "بشاى" أن ذلك الطفل هو من أوصى به المسيح ويأخذه سريعًا إلى ملكوته ولا يتركه فى الحياة، فيصاب جرجس بالتوجس ويظل خمس سنوات يبعد نفسه عن الصغير حتى لا يتعلق به قلبه أكثر من اللازم، كما أنه يهمل عمل يديه، ويهمل زوجته التى تتوجس، وتخاف من انشغال زوجها، وتخشى من وجود امرأة أخرى تشغل باله، وتظل تتبعه أين يوجد، ثم يحدث أن يحضر تعميد طفل آخر لا يبكى عند التعميد ويقول الأب بشاى الكلمة نفسه التى قالها عن ابنه مينا، ويكتشف من الأب بوجود أطفال كثر لا يبكون أثناء التعميد، ويعود جرجس لممارسة حياته مرة أخرى ويظل يتتبع الأيام حتى يموت ابنه مينا وهو ابن الثامنة عشرة عاما، وحينها يعتزل الأب "بشاى" الخدمة، ويتولى الدير الأب "متي" ويعود صديقه وأخوه فى الديرالأب صموائيل إلى الحياة مرة أخرى، ويترك عالم الرهبانة ويتزوج من حبيبته التى دخل الدير من أجلها فلا يجد جرجس أمامه غير الموت، ليموت بعد موت ابنه بتسع عشرة ليلة.
جدير بالذكر أن نوح قضى عامين فى كتابة هذه الرواية، وقدمها للمجلس الأعلى للثقافة عام 1996 ولكنها صدرت هذا العام فقط ضمن سلسلة إبداعات التفرغ.