رامي .............. قصة قصيرة
قرارته لم تكن بيده .. ولاول مرة يتخذ قرارا .. وكانه تذكرة مترو مرت من الماكينة الي الناحية الاخري واخذها صاحبها ثم ضاعت منه .. طارت الي مكان لا علم لها به واستقرت بين قضبان المترو .. عاشت سنتين ثم تفتت الي قطع صغيرة يصعب ان تلم نفسها مرة اخري .. فقررت الموت .. وكان قرارها الوحيد
يسكن رامي مدينة بولاق الدكرور التي لا تفضله لانه كما يقال عنه تنك ولا يلقي السلام علي اهلها فكانوا يهيؤون الجو لصنع مشاجرة معه .. رامي سمين .. تسطيع ان تضربه بسهولة بشرط ان تجري فور ضربك له لانه لو لحق بك سيأكلك مثل دجاجة بيعت لتوها لشحاذ في شارع ناهية ..
هو لا يفهم لماذا يتصيدون له وجوده ويضربونه .. هو لا يلقي عليهم السلام لانه لايعرفهم .. طرده والده لانه تمني امامه ان يربي شعره ويجمعه في توكة صغيرة مثل فنانين وسط المدينة .. قال له ابوه انت خول ياض لو عملت كده انا هاحرقهولك.. دافع رامي عن وجهة نظره امام والده قاله تروح تعمل ده بعيد عني ..
خرج رامي من بيته في العمرانية لا يعرف الي اين يذهب .. دله صديقه علي مدينة بولاق الدكرور لان السكن بها رخيص .. ودبر قرشين من الاصدقاء القريبين بشرط ان يردهم زيادة علي المبلغ نصفه .. وافق .. لم يكن سمينا .. هروموناته تجمعت لتشبع رغبتها في الوجود والاعتراض علي مايفعله والده به فاخذت بثاره منه بالتزايد لياكل كثيرا ..
في نفس اليوم الذي طرده فيه والده قرر ان يخس ويقلل من وزنه لان شكله بدا في التقزز وابتعاد سماح عنه كان الدافع لهذا ..
ماتت والدة صديقه وذهبوا لدفنها وحملوها الي القبلة للصلاة عليها .. انها ثقيلة .. لماذا لم تخس قبل موتها لكي يسهل حملها .. جاء موعد حملها من مسجد السيدة نفيسة الي ترب المجاورة له وفضل اهلها ان يحملوها علي اكتافهم طول الطريق ورفضوا ان يتم توصيلها بسيارة الموتي البيضاء المتسخة دائما ..
من الممكن ان يكون الصندوق الخشبي هو السبب في الثقل .. فكر رامي انهم حين يرفوعونها من الصندوق يحمله لكي يعرف لماذا هي ثقيلة ..بالفعل صنع رامي هذا خلسة منهم ولم يكن الصندوق بهذا الثقل ابدا .. تاكد من وزنها الكبير .. وهل كانت تقصد هذا لتعذيبهم ام انها بطيبة قلب تركت نفسها للحياة حتي تجاوزت المئة والخمسين من الكيلوات .. كان هذا دافعا كافيا لتراجع رامي عن مشروع التخسيس بل وسيحاول ان يزيد من وزنه ليعذب كل من يعرفه في نهايته وسيكون هذا اول مرة يحصل علي حقه منهم وسينتزع منهم رعبهم في حمله وتخويف هؤلاء المقرؤون الذين يلتفون حول اهل الميت لللحصول علي أي نفحة لانه يكرهم كثيرا .. في وقت دفن والدة صديقه وجد منهم من يشارك في حمل الصندوق او البكاء كذبا وتخيل لو بيده مسدس لفرغه في رأسهم وبهذا لا يحملهم احد هؤلاء الجبناء وندفنهم في مكانهم او نتركهم وهم يقرأون القران خطأ داخل المدفن ويغلق الابواب عليهم ليموتوا بخطأهم ..
رامي سافر الي باريس بشعره الطويل هربا بجواز سفر مضروب وقتل علي الرصيف ولم يعرف احد من اهله أي شئ عنه بعد موته ..