كلما مررت من هناك .. شعرت بالخطر
إبراهيم داود
جيرانى الطيبون الكثار
الذين التقيهم
وأنا على وشك الرحيل
يقولون لى:
لم نسمع لك صوتا
وأنت بيننا
ولم نشعر يوما
بأنك غريب
ويطلبون من الله
أن يطمئن قلبى
1
كان قُفل أكبر من محتويات الغرفة
وطفل يصرخ طوال الوقت
فى مكان ما
وألم فى الكُلى
واحتقان فى الحلق
وكان الشتاء امرأة سمينة
ثرثارة
معك فى مكان ضيق
..........
كنت أريد أن أمشى عاريا
فى مكان
2
فى الأدوار الأرضية
يمشى الناس فى رأسك
وأنت نائم
ويكون الزمن عجوزا
يسكن معك
يقاسمك الرطوبة
ويسبقك إلى الشارع
قبل أن تغسل وجهك
فى الأدوار الأرضية
تطل عليك وأنت بمفردك
أشجار هزيلة
تطالبك بأن تتعامل مع الوحدة
برفق
تسع سنوات
كنت أخلط ثلاثة أنواع من الشاى
لكى أتأكد من وجود الطعم
واللون والرائحة
تسع سنوات
لم أفتح شباكا واحداً
فى جدار
ولم تدخل الشمس
من فرجة الباب
...
أصدقائى..
لم يشعروا بوجودى
ولكنهم شاهدوا الموسيقى
تسيل على الحائط
وشاهدوا البخار يخرج من عيني
وأنا أهتف
ضد الخراب الذى كنس الشارع
..
تسع سنوات
فى غرفتين
بعيدتين
بينهما
تمر سيارات.. مسرعة
3
كانت الشرفة المقابلة
مغلقة طوال الشتاء
وكانت الشمس قريبة من شرفتى
ذات خريف
سمعت غناء غريبا
رج البناية المقابلة
وشاهدت الصيف
يفرد جسده الشاسع
فى شارعنا الضيق
...
كلما مررت من هناك
شعرت بالخطر
4
كنت أصعد ستة أدوار ونصف
لافرد جسدى
تحت سقف
ترى السماء من خلاله
..
موسيقى ونحات هناك
يحرسان الليل بالقناديل
كنت أقطف الشعر
على ملامح العابرين
بين الغرف
فى الصباح
فى الصباحات التى كانت الوحدة فيها
ضرورية..
وكان الإيقاع عائقا..
أمام الغناء
5
الملاك الجدد
يتصرفون عادة
كالقادة
القادة الذين لم يدخلوا معركة
فى حياتهم
يختبرون قدرتك على الاصغاء
ويطالبونك بالحفاظ على صوتك
وحين يذهبون إلى البحر
تظهر مودتهم تجاهك
6
المودة لا قيمة لها
فى الرحلات القصيرة
لأن القطارات تغيرت
هى الأخرى تغيرت
تأخذ الناس إلى حيث لا يريدون
والإيقاع الذى كان يمسد أرواحهم
كى يناموا
اختفى
وظهر جيران كثيرون
فى السفر
ينتظرون نزولك
فى المحطة التالية
استقبلت العام الجديد
هناك
فى المكان الذى ابتكرنى الله فيه
المكان الذى هجر
منذ ثلاثين عاما
وخُمِّر النومُ فيه
الواطئ
الذى لم يعد يشبه البيت
البيت الذى كنت أكبر فيه
وأعرفه جيدا:
خمس غرف
وسلم غدر بى ثلاث مرات
ورائحة طعام
وأحزان تسند الجدران
وأصوات بعيدة
...
النوم صعب بعد ثلاثين عاما
النوم سلطان.. هناك
17 Comments:
يا أخى الراجل ده لا يكف عن إبهارى، عارف..هو السهل الممتنع
إبراهيم داود رائع، رائع، رائع
ميرسي يا باسم ع العيدية دى
:)(:
حلوه يا باسم
:)
موووودي
فضلت محتفظ بيها عشان الشتا
ميرسي للاستاذ ابراهيم داوود
ريموووووووووو
حلوة من الشاعر الجميل
وزوقك
أيه الروعة دي، حاجة كده يعجز القلب أمامها فلا يقوى إلا على إعادة ضبط دقاته وفقا لها
الله عليك يا استاذ ابراهيم
تحياتي بمنتهى الانبهار
داليا
و على فكرة تصميم اللوحة مشكلة و معبر جدا
تحياتي لأحمد مراد و ليك أنت كمان يا باسم على امتعانا بالشكل ده
داليا
صباح الفل يا فنانة ربنا يخليكي الجمال جمال القصيدة والابداع بتاع الاستاذ ابراهيم
تحياتي ليه وليكي ولكل الناس اللي استمتعت بالقصيدة
فعلا لغة معجزة تستحق التقدير
تحياتي للرائع ابراهيم داوود على هذا الإبهار الفني العظيم
وشكرا لنقلك الجميل يا باسم
بتدينا فرصة نستمتع بكتابة حقيقية
تامر
اشكرك يا شاعر واشكر الاستاذ ابراهيم علي اهداءه القصيدة لهذا المكان المتواضع
teslam 2eedak ya absem 3shan btgeblena alhagat al7elwa de :D
Mony The Angel
ربنا يخليكي انا بالظبط مبسوط زيك بالقصيدة جدا
نورتي وفينك من فترة
تحياتى ليه وليك يا باسم بجد
انتقاء رائع
وكلمات اروع فعلا
شكرا ليك
:)
الله ، ياباسم ، دماغك بتعجبنى فى حاجات كتير ، دى منها ، يعنى تقديرك للكتابة الحقيقة ، احد أركان اعجابى بهذه الدماغ شكرا على دماغك يا بسوم ، حلوة اوى بجد ، اختيارك رائع وموفق
"كنت أصعد ستة أدوار ونصف
لافرد جسدى
تحت سقف
ترى السماء من خلاله"
رائعة
ياريت تشكرهولنا
:)
إبراهيم داود مش محناج نعليق
لإن الشاعر شاعر
............................
شكرا يا باسم انك اديتني فرصة اقرا حاجة جديدة لصديقي الجميل ابراهيم داود
(:
This comment has been removed by a blog administrator.
الديوان بالفعل رائع و بالمناسبة ابراهيم داود حميمى جدا زى كتاباته
مرسيه يا باسم على الاختيار
نهى حماد
Post a Comment
<< Home