ظل ينتظر

ظل ينتظر

لم يكن بباله ان يكون في الثلاثين من عمره يوما

كان يشعر بان الثلاثين هي بداية الشيخوخة

ظن يوما بانه سيظل طفلا

والان يشعر باعراض جديدة

وصلتني رسالته الاخيره يقول فيها :

عيناي ثقيلاتان وأهدابي متعبة كأن اهل العراق وهم يشدون تمثال الديكتاور .... ذراعي الأيسر به رعشة تنوي أن تمضغ حبيبات الدم البيضاء حتي يفقد قدرته وحيويته علي التحرك .... القفص الصدري الذي يحمل بداخله الف مرارة يضخها الي الفم .... الأمعاء الطيبة التي تستقبل كل ما يقدم اليها ، لا تقوي علي استقبال أي جديد .... مرض البرد الذي يتكأ علي عصا داخل مفاصلي ، مفاصلي كادت أن تنفك عن عالمها وتجري دون الإحتماء ببقية الجسد من الوقوع ... رغبتي في أن احلم ، حلم قصير تسيطر عليه فانتازيا درامية لا أستطيع أن اخوضها قبل الساعة واحدة ليلا .... تهيؤات المرض التي تسيطر علي ، الان وجها شاحب كامرأة شاخت وتعيش بالحبوب والمهدئات ....

عزيزي :

هل صرت الان هكذا بعد ان كنت يوما عمودا سريا لرفع السماء ؟ .. هل صرت هكذا بعد ان كانت حياتي راهبة في معبد الاندفاع ؟ .. هل تذكر عنادي ؟

هل كانت يدايا التي كانت تلامس االحلم وانا مستيقظ شلت وصارت قطعة لحم تم تهميشها من جسدي ؟

هل تذكر كلماتي التي كتبتها علي جدار غرفتك عندما زرتك يوما وانا في الخامسة والعشرين ؟

هل تحتفظ بامضائي علي الكتاب الذي اهديتك اياه الذي لم اكتب غيره .. وكانه لم يوجد كذراعي الان .. الان اشعر باني صرت حياة لاخرين يحاول البعض ان يتصعب عليا ويدر عليا تعاطفا مصطنعا لكي يبكي تطهيرا لما يدور بداخله تجاه نفسه

كنت اقول لعامي الثلاثين .. لا تأتي ستعيش بمفردك داخلي .. ابحث عن غيري لن

أستطيع ان البي رغباتك الحية في بقائك

عزيزي ..

هل حقا تشيخ الاحلام ؟

نسيت ان اقول لك ان عمري الان سبعة وثلاثون عاما وانا في انتظار الثلاثين .. مر دون ان الحظه ..

ستكون هذه هي اخر ورقة تقرا في في العالم .. لانه سينتهي الان .. انا ذاهب حيث لا اعلم ولكن اريد شيئا منك ان تخبرني .. هل كنت حقا موجود ؟

ستخبرني في اللقاء العام الذي سيجمعنا جميعا

علي فكرة انا ممكن اموت كمان يومين .. مدورش عليا لاني فعلا خلاص اكون بعيد بعيد خالص

فل يا باسم .. سلاااااااام مؤقت

ترك العالم حالما بوجوده وقبل ان يوراي العالم طرفه منه قال لي : فل

يلا سلام ومش مؤقت

سلام